ومن المتوقع أن يؤثر هذا التطور التاريخي بشكل عميق على المشهد القانوني في المملكة. يغطي القانون المدني 721 مادة، ويتناول مجموعة من المبادئ والمبادئ القانونية، بدءًا من تكوين العقود إلى إنهائها، ومطالبات الضرر، والعقود غير العادلة، على سبيل المثال لا الحصر.
ومن المتوقع أن يوفر القانون المدني قدرًا أكبر من اليقين بشأن الحقوق والالتزامات التعاقدية للشركات العاملة في المنطقة والتي ظلت معاملاتها المدنية حتى الآن محكومة بمبادئ الشريعة الإسلامية غير المقننة. ومن المرجح أيضًا أن يؤدي إدخال القانون المدني إلى تشجيع تطبيق أكثر اتساقًا للقانون من قبل المحاكم السعودية.
وفي حين أنه لم يتضح بعد كيف سيتم تفسير القانون المدني من قبل المحاكم، فإن زيادة اليقين يعد تطورًا قانونيًا مرحبًا به من شأنه أن يشجع الاستثمار في المملكة.
تطورات إيجابية
أدخل القانون المدني عددًا من التغييرات المهمة وقدم توضيحات حول بعض المبادئ الأساسية والآليات التعاقدية التي يعتمد عليها الأطراف في عقودهم. نستكشف بعضًا منها أدناه:
الأضرار الناجمة
تعتبر التعويضات المقطوعة أداة مفيدة تستخدمها الأطراف في العقود التجارية الحديثة لتحديد الخسائر المحتملة مسبقًا. في السابق، لم يكن الموقف القانوني بشأن صحة بنود التعويضات المقطوعة في المملكة واضحاً تماماً، خاصة في الظروف التي لم يتمكن فيها المدعي من إثبات الخسارة الفعلية.
وتوضح المادة 178 من القانون المدني هذه المسألة من خلال النص على أن التعويضات المقطوعة قابلة للتنفيذ. ومع ذلك، كما هو الحال في الولايات القضائية الأخرى القائمة على القانون المدني في المنطقة، تحتفظ المحاكم بسلطة تقديرية لتغيير المستوى المتفق عليه للتعويض التعاقدي في ظروف معينة. بخاصة:
(ط) إذا لم يتعرض صاحب المطالبة لأي ضرر فعلي، فلن يكون التعويض التعاقدي المتفق عليه مسبقًا مستحقًا على الإطلاق؛
(2) إذا كان التعويض التعاقدي المتفق عليه مسبقًا مرتفعًا بشكل غير متناسب مقارنة بالخسارة الفعلية، فقد يتم تخفيض مبلغ التعويض؛ و
(3) إذا أدت تصرفات المدعى عليه الاحتيالية أو الأخطاء الجسيمة إلى خسارة المدعي تتجاوز التعويض المتفق عليه، يجوز للمحكمة زيادة التعويض المستحق لتعكس الخسارة الفعلية.
روشتة
أحد أهم التغييرات التي أدخلها القانون المدني هو تحديد الفترة التي يجوز خلالها تقديم المطالبات. تختلف فترات التقادم ذات الصلة المطبقة على مطالبات العقود، والمنصوص عليها في المواد من 295 إلى 297، اعتمادًا على نوع العقد المعني: تنص المادة 295 على فترة تقادم عامة بحيث لن يتم الاستماع إلى أي إجراء قانوني بعد عشر سنوات؛ تفرض المادة 296 فترة تقادم مدتها خمس سنوات للمطالبات بالرسوم المهنية والحقوق الدورية القابلة للتجديد؛ وتنص المادة 297 على فترة تقادم مدتها سنة واحدة لبعض عقود المستهلك والتوظيف.
والأساس المنطقي وراء ذلك هو أن حقوق الأطراف تحظى بحماية أفضل عندما يُطلب منهم تقديم مطالباتهم خلال فترة معينة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه إذا انقطعت مدة التقادم بسبب أحد الأحداث المنقطعة المنصوص عليها في المواد 300(2) و302(أ)-(ج)، تبدأ مدة سقوط جديدة "مماثلة" للأولى. "اعتباراً من زوال الأثر الناتج عن سبب الانقطاع" (المادة 304(1)). وهذا يتناقض مع الوضع القانوني في الولايات القضائية الأخرى حيث تستأنف فترة التقادم الأصلية بمجرد توقف تأثير الحدث المنقطع.
سلطة المحاكم في تعديل التزامات الطرف إلى "مستوى مناسب"
إذا أصبح تنفيذ العقد مرهقًا بسبب "ظروف استثنائية عامة"، تنطبق المادة 97 من القانون، مما يتيح للطرف المتضرر طلب إعادة التفاوض. ونصت المادة على أنه "إذا طرأت ظروف استثنائية عامة لم يكن في الإمكان توقعها وقت التعاقد، وترتب على حدوثها أن أصبح تنفيذ الالتزام التعاقدي مرهقاً للمدين بحيث يهدده بخسارة فادحة، جاز له أن: دون تأخير لا مبرر له، دعوة الطرف الآخر للتفاوض.
على الرغم من أن هذا لا يمنح الطرف بأي حال من الأحوال الحق في التوقف عن أداء التزاماته، إذا فشلت إعادة التفاوض على النحو المنصوص عليه في المادة 97 ولم يتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين خلال فترة زمنية معقولة، يجوز للمحكمة/المحكم تخفيض الالتزام إلى "المستوى المناسب"، وهو استعادة التوازن بشكل فعال ضمن العلاقة التعاقدية عندما يصبح ذلك ضروريا. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الظروف الاستثنائية المطلوبة لتفعيل المادة 97 يجب أن تكون "عامة"، مما يعني أنها يجب أن تؤثر على عدد أكبر من السكان وليس الملتزم فقط.
المصدر:
A New Era in Saudi Law: The Introduction of the Civil Code | Vinson & Elkins LLP - JDSupra